لم يازهرتي يبدو عليك التعب
من رماك بعد أن عبث بك ولعب
تبدين ممزقة والندى يغطيك من قسوة الكرب
تشكين دبورا غزاك غزو المغول وهرب
امتص الرحيق ، نحو الأوراق صوب وضرب
وأشواكك اليافعة خجولة كانت حينما اقترب
مزق الطفولة فيك ومن يخيط
رداء الطفولة إذا ثقب
إعزفي أناشيد البكاء جودي شدواً وطرب
فغدا تحاكمين في محكمة العشيرة
وينصف الجاني من أضرم النار في الحطب
آه لو كان لك عواطف من رخام
أو قلب يكسوه الظلام
لما غزاك شبح الغرام
أو ثقب المطر الشرس بالون الأحلام
وهويت كفلاحة تلد وحيدة في حقل الآلام
كطيف ملائكي تمزقه سيوف الكلام
ياليتك كنت زهرة سوداء
وأشواكك أنياب مزقت من تركك أشلاء
ياحبيبتي مضى زمن الوفاء
وبات الحب اسماً مخطوطاً على الماء
وهل يحفظ الماء شيئاً من الأسماء
يتيمة أنت تغرقين في بحر الدماء
ترثين من مزق هذا الرداء
وتنصل من فعلته ركلك بطرف الحذاء
فهويت تحت أقدامه كفراشة يأكلها الضياء
وبدأت حروفه كصواعق تشق السماء
ارميه اقتليه ، أو على الطريق ضعيه
أو الى ذاك الرحم اللعين أرجعيه
أرض الموت تنتظره فادفنيه
ومساكن اليتم تشرع أبوابها فخذيه
لا أعرفه فهو عارك الذي عليك أن تحمليه
ريح وحشية يازهرتي اقتلعت منك الأمان
تركت فريسة العيون والزمان
هذه ياطفلتي ضريبة الحب في بلاط السلطان
ضريبة الحب في عواصم اللاحب واللاإنسان
ليس ذنبك بل ذنب حسنك الفتان
الذي اغتالته شهوة الأبدان
ليس ذنبك بل ذنب الأقحوان
الذي يلبسك كما تلبس المغفرة حروف القرآن
ويضمك كما يضم العطر
حنايا البنفسج والريحان
أيا حورية من جنان الرحمن
كفى صغيرتي تورمت فيك الأجفان
وإن كان الرداء تمزق الى الجحيم ولتأكله النيران
وإن قابلك بالصد والرفض والنكران
وأقسم على العفة كما يقسم السكران
بأنه لم يرك قبل الآن
ولم يدخل يوماً هذ البستان
وبأن شهدك مرير بعد أن طالته البنان
فلا تبالي ياصغيرتي لاتبالي
فهذه طبيعة الانسان
في الظلمة ينهش اللحم
وفي النور يحترف النسيان