إليكم أسماء القطة في اللغة العربية
و يتبعها نوادر منها
يروى أن أعرابياً اصطاد سنورا فلم يعرف ما هو، فتلقاه رجل فقال: ما هذا السنور، ولقي ءاخر
فقال: ما هذا الهر، ثم لقي ءاخر فقال: ما هذا القط، ثم لقي ءاخر فقال: ما هذا الضَيْون، ثم لقي ءاخر فقال: ما هذا الخَيدَع، ثم لقي ءاخر فقال: ما هذا الخَيطَل. فقال الأعرابي: أحمله وأبيعه لعل الله تعالى يجعل لي فيه مالاً كثيراً. فلما أتى به السوق قيل له: بكم هذا، فقال: بمائة درهم فقال له: إنه يساوي نصف درهم، فرمى به وقال: ما أكثر أسماءه وأقل ثمنه. والهر حيوان ظريف يمسح بلعابه وجهه، وإذا تلطخ شيء من بدنه نظفه، وإذا بال السنور ستر بوله بالتراب بحيث يواري رائحته. ويجوز في الشرع بيع الهر وشراءه لأنه ينتفع به، ويحرم أكل لحمه، وشعره طاهر ما دام على الحيوان، ويحترز منه حال انفصاله عن جسمه لنجاسته لأن نجاسة شعر ما لا يؤكل لحمه إذا انفصل في حال حياته مؤكدة إلا الآدمي.
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهرة: "إنها ليست بنجس، إنها من الطوّافين عليكم والطّوّافات" رواه مالك وأحمد وأهل السنن الأربع.
هذا الحديث محتوٍ على أصلين:
أحدهما: أن المشقة تجلب التيسير. وذلك أصل كبير من أصول الشريعة، من جملته: أن هذه الأشياء التي يشق التحرز منها طاهرة، لا يجب غسل ما باشرت بفيها أو يدها أو رجلها، لأنه علل ذلك بقوله: "إنها من الطوافين عليكم والطوافات" كما أباح الاستجمار في محل الخارج من السبيلين، ومسح ما أصابته النجاسة من النعلين والخفين، وأسفل الثوب، وعفا عن يسير طين الشوارع النجس، وأبيح الدم الباقي في اللحم والعروق بعد الدم المسفوح، وأبيح ما أصابه فم الكلب من الصيد، وما أشبه ذلك مما يجمعه علة واحدة، وهي المشقة.
الثاني: أن الهرة وما دونها في الخلقة كالفأرة ونحوها طاهرة في الحياة لا ينجس ما باشرته من طعام وشراب وثياب وغيرها، ولذلك قال أصحابنا: الحيوانات أقسام خمسة:
أولها: نجس حياً وميتاً في ذاته وأجزائه وفضلاته. وذلك كالكلاب والسباع كلها، والخنزير ونحوها.
الثاني: ما كان طاهراً في الحياة نجساً بعد الممات. وذلك كالهرة وما دونها في الخلقة. ولا تحله الذكاة ولا غيرها.
الثالث: ما كان طاهراً في الحياة وبعد الممات، ولكنه لا يحل أكله، وذلك كالحشرات التي لا دم لها سائل.
الرابع: ما كان طاهراً في الحياة وبعد الذكاة. وذلك كالحيوانات المباح أكلها، كبهيمة الأنعام ونحوها.
الخامس: ما كان طاهراً في الحياة وبعد الممات، ذُكِّي أو لم يُذَك وهو حلال، وذلك كحيوانات البحر كلها والجراد.
واستدل كثير من أهل العلم بقوله صلى الله عليه وسلم : "إنها من الطوافين عليكم والطوافات" بطهارة الصبيان، وطهارت أفواههم، ولو بعد ما أصابتها النجاسة، وكذلك طهارة ريق الحمار والبغل وعرقه وشعره. وأين مشقة الهر من مشقة الحمار والبغل؟
ويدل عليه: أنه صلى الله عليه وسلم كان يركبها هو وأصحابه، ولم يكونوا يتوقَّون منها ما ذكرنا. وهذا هو الصواب.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم في لحوم الحمر يوم خيبر: "إنها رجس" أي: لحمها رجس نجس حرام أكله. وأما ريقها وعرقها وشعرها: فلم ينه عنه، ولم يتوقّه صلى الله عليه وسلم .