بقلم : أكرم إسماعيل نيوف
الاربعاء 14-2-2007
استراتيجية بوش في العراق تجعلنا نتساءل هل كان السيد بوش يقتل في العراق بلا خطة أو استراتيجية ؟ إن أنهر الدم التي جرت ولا تزال تجري في عراقنا الحبيب هي نتاج واقعي للاستراتيجية البوشية في العراق . لن أتحدث عن فكرة عمل وكالة الاستخبارات الأمريكية ومنذ وقت طويل لاحتلال العراق
والعمل بشكل مباشر ودؤوب لتكريس الفوضى الخلاقة في كل المنطقة . السياسة الأمريكية تعمل بشكل مستمر على وجهين لكنهما لعملة واحدة . الوجه الأول هو ما تسوقه لنا حيث تظهر أمريكا حامية للمستضعفين ، ناصرة للمظلومين محررة للشعوب ، ناشرة للديمقراطية ، مقاومة للإرهاب ، طبعاً هذا الوجه يصرف عليه كم هائل من الدولارات لكي يقدم لنا عبر وجبات إعلامية بريئة ومشوقة .
الوجه الآخر هو الوجه الحقيقي والبشع حيث يظهر أمريكا قاهرة للمستضعفين ، ناصرة للظالمين ، محتلة للشعوب ، معلمة للديمقراطية في أكاديمية غوانتانامو وأبو غريب ، داعمة للإرهاب ، صانعة للفتن الخلاقة ، الطائفية ، الإثنية ، العنصرية ، العشائرية ..الخ .
هذه وغيرها الكثير مما كرس الأحقاد وزرع الخلاف بين الأخ وأخيه والأب وبنيه ، وكان تربة خصبة ملأتها استراتيجية أقبية الاستخبارات الأمروإسرائيلية ألغاماً تقتلنا فكرياً ، وأخلاقياً وإنسانياً ، قبل أن تقتلنا جسدياً .
نقتل بعضنا بعضاً ونصرخ الله أكبر ؟! نذبح بعضنا بعضاً بطريقة شرعية بعد أن نقول باسم الله!
الله محبة وسلام ، والكتب السماوية كتب محبة وسلام ، والأنبياء رسل محبة وسلام ، وكل الأديان السماوية جاءت لتنشر المحبة والسلام . نقرأ كل يوم في قرآننا الكريم تحريم القتل ونقتل بالجملة ، علمتنا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سفك دم المسلم أشد حرمة عند الله من هدم الكعبة ، نكفر بعضنا دون أن نعرف أننا نكفر لنبرر سفك الدماء ، كلنا نتحدث في مجالسنا وفي المقاهي في كل مكان كما تريد أمريكا الشيطان الأكبر تتحدث على ألسنتنا رغم معارضتنا لها الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ، واللعن في القرآن الكريم جاء في مواضع قليلة لقسوته وشدة عقابه .
تتلاعب بنا وسائل الإعلام المتأمركة لأنها تعتمد على جهالتنا حيناً وتمترسنا أحياناً أخرى خلف فهمنا الضيق للعقيدة والمذهب .
ما يجب علينا فعله هو مقاومتنا جميعاً لمشاريع الفتنة والتي تمثل الورقة الأخيرة في استراتيجة بوش غير المعلنة .
إن المقاومة وطن ودين وقيم ، وإن العمالة لا وطن لها ولا دين ولاقيم . مقاومة المحتل في العراق وعلى لسان الصادقين الشرفاء تحمل كل أطياف الشعب العراقي . والمشروع الأمريكي في المنطقة يحمل شيعياً في العراق وليس كل الشيعة ، وسنياً في لبنان وليس كل السنة ومسيحياً ودرزياً وكردياً وليس كل مسيحي ودرزي وكردي، ونحن كمسلمين لسنا ضد سنة باكستان ولا ضد شيعة إيران لأنهم ليسوا عرباً فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.
المشروع الأمريكي يضع الآن السني ضد الشيعي ، والسني ضد السني ، و الشيعي ضد الشيعي والعربي ضد الكردي ، وينمي بشكل مضطرد ورزين عداء العرب لإيران بالتوازي مع سلامهم المخزي لإسرائيل ليحققوا لها بالإنابة أهدافها ، الإسلام لن يحلق إلا بجناحيه السنة والشيعة أمريكا تسعى جاهدة لقص هذين الجناحين ووضع جناحين ورقيين صناعة أمريكية .
محاكمة عقلية بسيطة انظروا إلى إيران الشيعية تقف وتدعم صمود الفلسطينيين وأخص حركتي الجهاد وحماس السنيتين وكل الحركات التي تواجه أمريكا وإسرائيل ، وكل سني مقاوم وشريف وضع نفسه تحت تصرف حسن نصر الله وحزب الله الشيعي الذي قاوم إسرائيل وقهرها بصرخة الله أكبر والتي توحد الجميع تحت راية جهادية واحدة .
هذا هو وجه الإسلام الحقيقي ويجب أن نكون كلنا سنة لأننا على سنة الحبيب المصطفى وكلنا شيعة لأننا نحب آل بيت نبينا وننهل منهم ، وكلنا سلفيون لأننا نحب السلف الصالح .
نحب عيسى وموسى عليهما السلام لأنهما أخوة نبينا محمد ، نحمل السلام لكل خلق الله .
لذلك علينا أن نقاوم الفرقة كما نقاوم المحتل ، ننتصر على مشروع الفتنة الخلاقة البوشي بحبنا لبعضنا ، بإيثارنا ، بغيريتنا ، بتسامحنا ، علينا أن نخرج رؤوسنا من التاريخ لا أن نخرج التاريخ من رؤوسنا .
أسأل الله أن يحمي الأمة من كل مكروه ، ويؤلف بين القلوب ، لنعود خير أمة أخرجت للناس ، ونسأله أن يحمي بلدنا وأهله من كل سوء ، ليبقى صامداً مقاوماً ، أبياً قلباً كبيراً يضم الجميع ، ورسالة سلام ومحبة لأنه مهد الرسالات والحضارات وكلنا ثقة بالوحدة والنصر لأن سورية الله حاميها .