تخثر الدم هو ردة فعل الجسم على إصابة ألأوعية الدموية والنزيف وهو يشمل جهدا متناسقا بين الصفيحات وعدد كبير من بروتينات التخثر في الدم (أو العوامل) من ضمن ذلك “العامل النسيجي” الذي يؤدي إلى حدوث تجلط الدم.
مشاكل في تخثر الدم
1. بعض ألأشخاص يولدون وهم مصابون باضطراب
نزيف خلقي يؤدي إلى تدهور قدرتهم على تكوين خثرة دموية، وتكون أغلب هذه ألاضطرابات ألنزيفيه وراثية أو شائعة في العائلة، على غرار الهيموفيليا. وتشكل الهيموفيليا والأمراض المشابهة لها عبئا طبيا واقتصاديا ثقيلاً على كاهل المرضى والمجتمع بشكل عام.
2. بعض ألأشخاص يولدون وهم مصابون بمرض ترومبوفيليا،زيادة في تخثر الدم.
Thrombophilia – زيادة تخثر الدم
وأكثر حالات تخثر الدم الزائد انسداد الأوردة (ما يسمى بالأنكليزية – Deep Vein thrombosis اختصاره DVT) الى ظاهرتين: تكتل الدم في الأرجل، وممكن تتأزم الحالة حتى انفصال جزئ منها، وتنجرف الخثرة أو أكثر، مع الدم إلى الرئتين. تتكتل خثرات الدم عادة في شرايين الفخذ، الساق، أو الحوض بسبب خلل في مجرى الدم التي ناتجة من جلوس مستمر. انجراف خثرات الدم إلى الرئتين يؤدي إلى خطر الموت.
قد يصل طول خثرة الدم إلى 80 مم أو أكثر (أي بطول الأصبع)، وهذه هي إحدى العوارض التي تظهر بعد السفر حتى لو كان بعد السفر بأربع أسابيع، قد يتم تكتل الدم الزائد في الساقين خلال يومين أو أكثر، يؤثر على المشي مما يؤدي إلى صعوبة في ممارسة الرياضة.
أسباب زيادة (فرط) تخثر الدم:
هناك سببان رئيسيان لزيادة تخثر الدم، وقد يجتمع السببان في نفس الشخص أو قد يحدث احدهما بشكل منفصل عن أللآخر. فإما أن تكون هناك أسباب موروثة أو أسباب مكتسبة.
أ. الأسباب المكتسبة:
• العمليات الجراحية وخاصة في الركبة، والورك، وتجويف الحوض والبطن، أو أية عملية جراحية تحتاج لتخدير عام تطول مدته عن النصف ساعة.
• السمنة (BMI ما فوق 30)، وتعتبر السمنة عامل أساسي يشكل خطر الإصابة بتخثر الدم. بحيث أن أصحاب الوزن الزائد يستصعبون الجلوس لوقت طويل على كرسي الطائرة وتفرض عليهم قلة الحركة.
• السفر أو الجلوس لفترات طويلة دون تحريك الأرجل
كلما كان السفر طويلا أكثر، الجلوس المستمر وعدم الحركة قد يؤدي إلى تخثر الدم.خطورة ظاهرة تخثر الدم – DVT تكبر خاصة لدى المسافرين، حتى وان سافروا سفرًا قصيرًا بكثرة خلال شهر واحد، والظاهر أ، خلال السفر القصير يحدث تخثر بسيط بسبب الجلوس المستمر، دون أن تظهر علامات أو أوجاع التي تشير لحدوثه، بينما تتطور الخثرة وتتجمع وتكبر بعدة سفريات متتالية بخلال شهر واحد. ممكن أن نكتشف هذه الخثرات الصغيرة عن طريق الأشعة فوق السمعية يزداد خطر الإصابة، كلما زاد العمر. واحد من مئة ألف تحت جيل 20، مقابل واحد من خمسة ألاف فوق جيل 40، قد يصاب بتخثر الدم..
• التدخين هو أيضا عامل مساعد لحالة تخثر دم زائد، واستخدام علاج هرموني (مثل حبوب منع الحمل، وعلاج هرموني لجيل اليأس، أو بسبب مركب الاستروجين)، أو بعد علاج أو عملية في المستشفى، وانسداد الشرايين في حالات سابقة، أيضا قد يؤدي إلى تخثر الدم.
• الحمل
يكبر خطر الإصابة بتخثر الدم الزائد، عند النساء الحوامل، خاصة إذا كان معلوم لنا أن هناك تحيز لتخثر الدم الزائد الوراثي. وسببه الايستروجين – الهرمون ألأنثوي في الجسم (وظيفة هذا الهرمون أن يكتل الدم كي لا تصاب المرأة الحامل بنزيف أثناء الولادة)، وهذا هو السبب لمنع المرأة من السفر في أسبوعها 26.
تتعرض المرأة في الكثير من الأحيان للإصابة بجلطة الأوردة العميقة أثناء الحمل أو بعد الولادة، ومن هنا لا بد أن تقوم المرأة بملاحظة أية تغيرات في الساقين وعرض نفسها على طبيبها في الحال. وإذا أصيبت المرأة بالجلطة الوريدية أثناء الحمل، فيتم إعطاؤها دواء الهيبارين ولا يجوز إعطاء الحبوب المميعة نظرا لكونها تؤدي إلى تشوهات في جسم الجنين. وأما إذا أصيبت المرأة بالجلطة بعد الولادة، فبالإمكان علاجها كالشخص العادي. وتصاب بعض النساء بجلطات صامتة مميتة بعد الولادة بوقت قصير (في الأيام ألأربعة الأولى)، وسبب ذلك حدوث جلطة في أوردة الحوض أو الفخذ لا تعطي أعراض واضحة ولكنها تهاجر بعد فترة للرئة وتؤدي إلى انسداد مفاجئ في شريان الرئة الرئيسي مما يؤدي إلى الوفاة. ولا بد من التنويه هنا بضرورة إعطاء المرأة بعد الولادة مباشرة أدوية الهيبارين الحديثة clexane للوقاية من الجلطة وذلك لمدة عدة أيام إذا لم يوجد سبب يمنع من إعطائها.
الأبحاث دلت في السنوات الأخيرة إلى وجود علاقة بين تخثر الدم والإجهاض المتكرر، وواضح إن تخثر الدم يشكل خطرا على حياة الأم وجنينها، إذ أن تخثر الدم الزائد يمكن أن يسبب احد أربعة مخاطر:
- ولادة جنين بحجم اقل من الطبيعي وعدم نموه بشكل كاف.
- موت الجنين في رحم الأم.
- انفصال المشيمة عن جدار الرحم
- تسمم الحمل
اكتشاف التخثر في مرحلة مناسبة يمكنه إنقاذ الجنين والأم.
المرأة الحامل يجب أن تصرح للطبيب المعالج عن وجود حالة تخثر دم في عائلتها بحيث تشكل الوراثة عاملا مهما في اتخاذ سبل الوقاية. كما يهم الطبيب المعالج معرفة التاريخ الطبي للحامل خاصة في حال كانت هناك حالة تخثر زائد لديها في حمل سابق.
أ. الأسباب الموروثة:
هناك عدة أسباب مورثة تم اكتشافها قد تعرض الشخص المصاب أو الناقل لخطر الإصابة بالجلطات. هذه الأسباب تؤدي لخطر حدوث تخثر زائد في الدم (thrombophilia أهبة التخثر)، في الغالبية
العظمى من الحالات تكون الجلطات وريدية، سواء اقتصرت على الوريد نفسه أو انتقل جزء من الدم المتخثر إلى الرئة أو حصلت الجلطة في الأوعية الدموية الرئوية. وهناك نسبة قليلة من الحالات تكون فيها الجلطات في الشرايين فقط. وفي الغالبية العظمى تظهر هذه الجلطات للمرة الأولى إذا ما اقترن
السبب الموروث بأحد الأسباب المكتسبة المذكورة سابقا. وغالباً ما يزداد خطر التعرض لجلطات الوريدية عند الأشخاص الوارثين لفرط تخثر الدم مع تقادم السن.
العلامات التي من الممكن أن تؤدي لخطر الموت هي:
ضيق التنفس غير المفسر أي دون معرفة المسبب (غير ناتج عن ركض أو مشي)، أوجاع في الصدر أو إغماء، إذا شعرتوا بهذه العوارض اتجهوا فورا إلى قسم الطوارئ لإجراء الفحوصات اللازمة. وهناك يتم إجراء فحص أشعة فوق سمعية (ultrasound) للأرجل، وفحص سي تي (CT – computerized tomography) للرئتين. العلاج للوضعين يتم بدواء لسيولة الدم (كليكسان – حقنة) وتناول أقراص مختلفة عن طريق الفم لعدة أشهر أو حتى سنة، يتعلق بمدى تأزم الحالة وخطورتها. وبالطبع فان وجود مرض خطير كهذا يوجب الوقاية سواء بدواء كلكسان أو جوارب خاصة تمنع التخثر. وأفاد الأطباء أن هناك حالات ينصح بها باتخاذ الحيطة – كالسفر لساعات طويلة – إذ أنها تشكل تربة خصبة لتخثر الدم الزائد .
كي نمنع ظاهرة ال DVT يجب علينا:
ارتداء ملابس واسعة ومريحة للحركة كي لا تضغط على شرايين الدم في الجسم.
تحريك أجسامنا كل ساعتين تقريبا أو حتى تحريك الأرجل فقط كي نضمن جريان الدم في الشرايين بشكل صحيح.
CLEXAN – كليكسان : هو دواء الذي يحل مشكلة تخثر الدم الزائد أثناء الحمل وتتميز تركيبته الكيمائية بأنه يلائم النساء الحوامل بدون أي ضرر للجنين.
تحقن حقنة كليكسان في البطن، وهي غير مؤلمة، ويمكن للمريضة حقنها بنفسها دون مساعدة. المسافرين بشكل دائم ولديهم عدة عوامل تشكل خطر أللإصابة بظاهرة ال DVT ممكن أن يتوجهوا للاستشارة عند طبيب مختص لتخثر الدم، للحصول على توصية علاج إذا لزم الأمر.
في الاجتماع العالمي للأطباء في استراليا سنة 2005، وطُلِب من الأطباء أن يقرّوا، من منهم يستخدم حقنة كليكسان في سفرياتهم الطويلة. أغلب الأطباء المشتركين أقرّوا بأنهم فعلا يستخدمونها خلال سفرياتهم عامة.