جاءني صوت حبيبتي راعشاً يكسوه البكاء
خافتاً كصوت السماء كبلبل غدر به المساء
فقد عرفت العشيرة أننا أحباب
قرروا لنا قطع الرقاب ودفن حبيبتي تحت التراب
عصفورةٌ ينهشها غراب
والسر أنها أحبت رغم النقاب
رفضت قانون الغاب فمزقت
معجم الخطايا حطمت قواعد الإعراب
وقفت أمامي يكسوها العناء
حزينةً ، ظفائرها كليلة شتاء
الخوف يغتصبها كما يغتصب الغيم وجه السماء
أصابع القبيلة تصرخ تحت الرداء
كجسد نبي تغرقه الدماء
حبيبتي كم عانى الأنبياء
من ظلم أناس جهلاء يحملون ثقافة عرجاء
تحلل لهم البغي وتنصبهم أولياء
يا بحر الهموم جئناك نرجو السلامة
من عباد أعلنوا يوم القيامة
حين عرفوا أننا زرعنا في سماء الحب ألف غمامة
وأطلقنا في أفق العشق أول حمامة
لم يكن حبنا معصية لوجه الرحمن
لم نسفك دماءً ولم نعبد أوثان
فيم نكلت حبيبتي وحوكمت بالعصيان
وجل الخطيئة أننا اثنان
يربطنا أقدس حرفين حبٌ يعبر جسد الأوطان
حبنا حبيبتي يمتد من المغرب حتى لبنان
فهوني عليك ... هوني عليك يالون الأمطار
فالحب يغير الأقدار
يجعلنا نستدفئ بالثلج نتلذذ بالنار
لو أنهم علمونا أن الحب بستان أزهار
لما أخفينا حبنا بل جعلناه جهار