(شقاوة الفتيات)
قبلة واحدة و أصبحت لك أسير
من ثغر ملائكي مكتنز مثير
في أنفاسه شجن الناي طعم الزمهرير
يبدو كثغر العصافير مسكينا خجولا صغير
كنت أمامه أغض الطرف ككهل ضرير
وما أن اقتربت منه اكتشفت أني المسكين الخجول الصغير
استسلمت له كما تستسلم الحسناء للثوب الحرير
كما يستسلم للنوم ذاك العبد الفقير
ويلي منه يصارعني كأني الخطيئة كأنه الضمير
يبتلعني ويرميني في الرمق الأخير
رحماك حلوتي نورك نار وقلبي من حواء كسير
أدعو لك أن يحفظك العلي القدير
الذي صورك ملاكا وهبك شفاها من سعير
احبك أيا امرأة ترقص كالبلابل تحت الأمطار
تمارس الحب بعنفوان الريح جنون الإعصار
احمل لك يا حبيبتي من جنة الحب تذكار
قبلة عاشق مات شهيدا من اجمل الأشعار
أبعدوه عنك شيدوا الحصون وضعوا الأسوار
أحرقوا زهور الصباح ستروا العار بالعار
ونسوا أن شفاه العشاق تحمل نزق الثوار
قبلاتهم لحن بربري يمزق كل الأوتار
يسمعه الأصم تطرب له الأحجار
نسوا أن العاشق لا يلبس مثلهم وجها مستعارا
ولادعي النبوءة وهو اكفر الكفار
فتعالي حبيبتي فلا فرق بين الخمر و الخمار
هذه عقولهم يبقى الدهر ويفنى العطار
وتبقى عيناك للشعر جداول و انهار
واعدك طفلتي مهرة خيالاتي
أن تبقى عيناك سيدة كلماتي
فقد تعبت واعرف انك متعبة مولاتي
من أناس يضعون الحب في خانة الشهوات
دفنوا في فؤاد حبيبتي ملايين الآهات
اعتبروا شفاهها أول المحرمات
لكن قبلاتي ستنسيك ليلا مثلجا شات
وجسمي سيحرق برد النهدات
كلما لامست يدايا مواضع الطعنات
وزحفت شفاهي فوق الجمرات
فارتعشت حوريتي
كارتعاش الشجر في وحه النسمات
بعد أن وضعوها في عداد الأموات
عاد النبض فيها وعادت شقاوة الفتيات