قال عليه الصلاة والسلام: «إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور؛ فزوروها، فإنها تذكركم الآخرة» [رواه الألباني، صحيح بشواهده].
كلما قسى قلبك يا عبدالله، اذهب وانظر إلى مكانك يومًا من الأيام، تفقده.
هنا البداية: رجل يتأمل صاحبه وحبيبه، ذهب وتركه، هل البكاء ينفع؟ أم الندم؟ هل يستطع صاحبه الرجوع أبدًا؟
لا.
يا ترى ماذا يتمنى صاحبه الآن و هو تحت الثرى؟
حسنة واحدة، صلاة واحدة، صدقة واحدة، سجدة واحد فقط.
الصورة الثانية: منظر عام للقبور
قبور سكنت، وقبور تنتظر أصحابها؟ من يا ترى سيسكن هذا القبر؟
القبور كلها متشابهة لكن يا ترى من هو في نعيم في قبره ومن هو في جحيم؟!
الصورة الثالثة: هذا هو مكاني ومكانك يومًا
تأملت فيه فإذا هو صغير، لا يتسع لكي أدخل جميع أموالي ومنصبي وكرسي الإدارة والملك، بل لا يتسع لسيارتي الفارهة ولا لبيتي الجميل الكبير.
إنه لجسدي فقط، جمالي وشبابي سوف يهال التراب عليه، فلا جمال نفع، ولا شباب ولا صحة ولا جاه ولا سلطان، وأحب الناس إلي هو من سيضع التراب ع وجهي.
هل تأملنا فعلًا كيف هي حقيرة هذه الدنيا مع ما فيها؟
حتى الأطفال ماتوا.
انظر إلى قبورهم كيف هي صغيرة.
فالموت لا يعرف صغيرًا ولا كبيرًا، فانتبه يا حبيبي.
فلا تغتر يا مسكين بشبابك ومظهرك، فأكثر من يموت اليوم هم الشباب.
استغفر الله، وتب إليه واجعل رفيقك في قبرك هو عملك الصالح.
قال عليه الصلاة والسلام: «ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه» [رواه المنذري، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما