[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الجهاز كلف عشرة مليارات دولار
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- قدم علماء نظرية جديدة حول الحادث الذي أدى إلى تعطل أحد أكبر المشاريع العلمية في التاريخ الذي كلّف عشرة مليارات دولار، ويعرف باسم "صادم الهدرون الكبير"، وهو أكبر مسرّع للجزيئات على الأرض، الذي كان من المقرر استخدامه لمعرفة أسرار الذرة وتاريخ نشوء الكون.
فبعد أن أرجع المختصون سبب العطل إلى قطعة خبز أسقطها طائر في الجهاز، الذي يمتد على مسافة 17 ميلاً عند الحدود السويسرية الفرنسية، قال عالما الفيزياء، باخ نيلسون وماساو نينوميا، إن الطائر الذي سبب العطل "مرسل من المستقبل، بهدف ضرب المشروع نظراً لمخاطره الكبيرة."
وذكر كل من نيلسون، الذي يعمل بمركز "نيلز بوير" للفيزياء بالعاصمة الدنماركية كوبنهاغن، ونينوميا، المتخصص في علوم الفيزياء النظرية بمركز "يوكاوا" الياباني، أن "صادم الهدرون الكبير" هو أحد المشاريع العلمية التي "تهدد المستقبل"، لذلك فإنها تتعرض بشكل دائم لأعطال غامضة.
ويحاول الجهاز إثبات وجود جزيئات شبه ساكنه تعرف باسم "جزيئات هيغز"، يعتقد أنها تشكل الكتلة الأساسية للأشياء في الكون، ولكن سلسلة من الحوادث كانت تعرض مساعيه دائماً للعرقلة، بينها القبض على أحد العلماء المشاركين فيه بتهمة الضلوع بنشاطات إرهابية، ومن ثم حصول انفجار مغناطيسي غامض، وصولاً إلى حادثة الطائر.
ويقول نيلسون إن "جزيئات هيغز" لديها طابع "مضاد للطبيعة"، مضيفاً أن هذه الطبيعة قد تكون المسؤولة عن الفشل الجاري حالياً، وذلك بالاعتماد على معادلات رياضية معقدة تشير إلى أن نجاح "صادم الهدرون الكبير" في المستقبل بإنتاج تلك الجزيئات سبب موجات ارتدادية في الماضي أدت إلى فشل التجربة.
وقد حاول نيسلون شرح نظريته باختصار لمجلة "تايم" بالقول: "يمكننا أن نقول أن الله، أو الطبيعة، يكرهان جزيئات هيغز ويحاولان تجنبها."
ويعلل نيلسون ظهور "جزيئات هيغز" لأسباب طبيعية عند اصطدام الأشعة الكونية بطبقات الأرض، بالقول إن ذلك لا يترك الكثير من الآثار لأن الكميات المنتجة في هذه الحالة ضئيلة، بعكس الكميات الكبيرة التي يمكن أن ينتجها جهاز "صادم الهدرون الأكبر."
وأضاف: "من المحتمل أن الله يتدخل لتجنب توليد جزيئات هيغز بكميات كبيرة، ولكن إذا كانت الكميات محدودة فإنه يتركها."
من جهته، رفض عالم الفيزياء ديمتري دينزيف، الضالع في أبحاث "جزيئات هيغز" نظرية نيلسون ونينوميا، واصفاً إياها بأنها "جنون،" سببه قلة المعلومات العلمية المتوفرة في هذا الحقل من الفيزياء، ما يسمح بظهور نظريات غريبة.
أما العالم ريتشارد كينوي، الصديق الشخصي لبيتر هيغز، مكتشف الجزيئات التي تحمل اسمه منذ عام 1964، فقد رد على هذه الفرضية بسخرية، قائلاً: "أما كان من الأفضل لو أن أشعة كونية استهدفت والدة بيتر وقتلته عندما كان جنيناً في بطن أمه كي لا يقوم بوضع نظريته؟"
يذكر أن "صادم الهدرون الكبير" وكان الجهاز قد بدأ عمله في سبتمبر/ أيلول 2008، لكن مشاكل تقنية اعترضت استمرار التجارب عليه، ما تطلب إغلاقه لفترة من الزمن.
وطرأت مشكلة جديدة قبل أسبوعين، تمثلت في وجود قطعة خبز داخل أنابيب التسريع الخاصة بالجهاز، والممتدة على مسافة أميال خارج المختبر.
وقال علماء إن المسرّع كان في تلك اللحظة متوقفاً عن العمل، مضيفين أن سقوط القطعة خلال التشغيل كان سيدفع الجهاز تلقائياً إلى وقف العمل، لكن الأضرار الناجمة عن ذلك قد تكون كبيرة.
ونقل "تقرير ريجستر" البريطاني العلمي عن البروفيسور مايك لامنت، العامل في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية قوله: "يبدو أن قطعة باغيت (نوع من الخبز الفرنسي) سقطت في المسرّع، ويحتمل أن مصدرها أحد العصافير."
ولم تتمكن CNN من الاتصال بالمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية لمعرفة المزيد من التفاصيل.
يذكر أنه بسبب النوعية الفريدة التي يتمتّع بها الجهاز، وكذلك تعقيده التكنولوجي الخارق، فإنّ ذلك يعني أنّ عطلا كهربائيا بسيطا جدا يمكن أن يؤخّر التجارب لفترات طويلة.
ويعمل الجهاز في درجة حرارة قريبة من الصفر، وبالتالي فإن إصلاح أي جزء منه يتطلب إعادة تدفئة المنطقة التي لحقتها الأضرار إلى نفس درجة الحرارة التي يمكن للبشر أن يعملوا في أجوائها.
وهذه العملية تستغرق، وفق المخطط له، شهراً كاملاً، وإثر ذلك ينبغي إعادة تبريدها، وهو ما سيستغرق بدوره شهراً إضافياً.