[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يميل بعض الأشخاص إلى أن يحيلوا الواقع المحسوس إلى كيان خاص، ويخلعون عليه لغة خاصة مبنية على مشاعرهم الذاتية، تلك التي يترجمون من خلالها أحاسيسهم ورؤيتهم للأمور موظفين مامروا به من تجارب، لأن نظرتهم لهذا الواقع تأخذ طابعاً معيناً تحدده تجاربهم، وماقد مروا به من ضغوط نفسية وقضايا تمثل لهم خبرات مؤلمة، وإذا ما أصاب فلايصيب في أغلب الحالات إلا من تعدى المراهقة أو من هم آخرها.
يعتبر الاكتئاب عادة من الذهان الوظيفي، وحالة نفسية تتسم بمشاعر انكسار النفس، وفقدان الأمل والشعور بالكسل والاسترخاء والبلادة، وهو حالة من الاضطراب النفسي تبدو أكثر ماتكون وضوحاً في الجانب الانفعالي للشخصية حيث يتميز بالحزن الشديد واليأس من الحياة ووخز الضمير على ذنوب لم ترتكبها الشخصية في الغالب، بل هي متوهمة إلى حد بعيد.
نسبة وجوده
تؤكد الدراسات الحديثة في أمريكا بأن الاكتئاب أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً بين السكان في أمريكا. أما عن معدل الانتشا ر على مدى الحياة، فتوضح نسبة الأشخاص الذين يعانون اختلالاً محدداً في أوقات من العمر، وبالطبع فإن معدل الانتشار على مدى الحياة يكون أكبر من معدل الانتشار في وقت محدد، حيث إن معدل انتشار الاكتئاب على مدار الحياة (7و12٪) للرجال، و(21،3٪) للنساء، فمعدل انتشار الاكتئاب لدى النساء يعادل ضعف معدله بين الرجال، ويمكن تفسير ذلك من خلال مايلي:
والتفسير النفسي:
فقد أوضحت الدراسات العلاقة بين الاكتئاب وتغير معدلات الاستروجين والبروجستون وخاصة قبل الدورة الشهرية وبعد الولادة وعند سن اليأس.
أما التفسير الاجتماعي فيكمن بتعدد الأدوار التي تقوم بها النساء، مثل زوجة، عاملة، أم، ربة منزل.. وغيرها بالإضافة إلى الفرق في المستوى الاقتصادي و الاجتماعي وأحداث الحياة مقارنةً مع الرجال.
والتفسير النفسي:
تتمثل في استراتيجيات المواجهة أو التعامل مع الأحداث الضاغطة، حيث ينصب تفكير المرأة في مثل هذه الحالات على حالتها المزاجية السيئة والحزينة، وهو مايدخلها في دوامة الاكتئاب.
أعراض الاكتئاب
ومنها أعراض جسمية تتمثل في : فقدان الشهية، ونقص الوزن وقد يرفض الطعام في الحالات الحادة، ويتشكك في كل من يقدم له هذا الطعام ويتصور أنه يضع له فيه السم أو يحاول أن يقتله عن طريق هذا الطعام.
الشعور بالنشاط الجسمي العقلي بطريقة تدفع إلى التوتر والاضطراب مع ضعف النشاط العام، والتأخر النفسي والحركي، وتنعكس مظاهر الكسل الحركي على النطق والكلام والرغبة في الانعزال.
نقص في الشهوة الجنسية، والتوهم المرضي مع هبوط الروح المعنوية، والحزن الشديد الذي لايتناسب مع سببه.
أعراض معرفية تتمثل في:
التشاؤم المفرط وخيبة الأمل، والشعور بالنقص، وعدم القدرة على الاستمتاع بمباهج الحياة، والشكوى الدائمة من سوء المقادير، وأنه لا أمل في تحسين حالته، وأن المتعوس متعوس هكذا يكون دائماً.
نقص الميول والاهتمامات ونقص الدافعية، وإهمال النظافة والمظهر الشخصي.
عدم القدرة على التقرير أو اتخاذ القرار.
الشعور بالذنب واتهام الذات وتصيد أخطاء الذات وتضخيمها خاصة في الأمور الجنسية.
أعراض نفس حركية وتلك تتضح في :
العزلة التامة عن الجماعة بحيث يفتقر إلى أدوات الاتصال بالجماعة فلا يتحدث أو يتجاوب مع أحد يتحدث معه.
العزوف عن الاشتراك في أي نشاط حيث يشعر أنه غير جدير بالحياة، ولا أمل في حياته.
وكثيراً ماتصاحب حالات الاكتئاب هذاءات وهلاوس تسندها وتدعمها. ومن هنا كان احتمال انتحار المريض كبيراً، حتى يتخلص من هذه الحياة المملوءة بالحزن والهم واليأس والقلق والمخاوف التي قد تجعله قليل النوم، وبطيء الحركة رافضاً للطعام وبالتالي يصاب جسمه بهزال شديد في العادة.
أما عن علاج الاكتئاب :
يكون مريض الاكتئاب في حالة ضعف عام من النواحي العقلية والجسمية والمزاجية بحيث يحتاج إلى رعاية مستمرة من قبل الآخرين، وتكمن الوقاية من اضطراب الاكتئاب ومن غيره من الاضطرابات في توفير الراعية النفسية والطبية للطفل منذ ولادته بل قبل أن يولد وهو في المرحلة الجنينية، حيث يتأثر الجنين وهو في رحم أمه ذلك الرحم الذي يعد بيئة يتكون فيها الطفل.
ويصاحب العلاج والوقاية الشخص منذ ولادته حتى وفاته، فيتعين حمايته من مواقف الفشل والإحباط والحرمان والقسوة الزائدة والنبذ والطرد ومن التدليل والإفراط أيضا في تلبية طلباته، ويتطلب العمل الوقائي نشر الوعي النفسي بين أفراد المجتمع أما الحالات التي تصاب فعلاً بالاكتئاب فيلزمها الخضوع لأساليب العلاج الطبي أو الكيميائي والنفسي، وهناك مناهج متعددة في العلاج النفسي، من ذلك العلاج عن طريق التحليل النفسي أو العلاج السلوكي أو العلاج المتمركز حول العميل، أو التسامحي والعلاج باستخدام الماء والموسيقى.