حيدر عبد الحق: يتراوح الوجود العربي في نهائيات كأس العالم بين المشاركة للبعض وتحقيق نتائج جيدة للبعض الآخر، ونجحت ثماني دول في تمثيل الكرة العربية في كؤوس العالم هي مصر عامي 34 و90، والمغرب أعوام 70 و86 و94 و98، وتونس أعوام 78 و98 و2002، والجزائر عامي 82 و86، والكويت عام 82، والعراق عام 86، والإمارات عام 90، والسعودية أعوام 94 و98 و2002.
وكانت أول مشاركة لمصر عام 34 وتأهلت للنهائيات على حساب منتخب عربي آخر هو فلسطين وخرجت مصر حسب نظام كأس العالم آنذاك بخروج المغلوب بعد خسارتها أمام المجر بهدفين مقابل أربعة.
ثم توالت المشاركات العربية عن طريق المغرب الذي لعب 4 مرات في النهائيات العالمية وحقق إنجازاً في مونديال المكسيك 86 عندما بات أول فريق عربي يعبر حاجز الدور الأول، لكنه اصطدم بالفريق الألماني الغربي آنذاك وخرج بهدف متأخر من (لوثر ماتيوس) قبل نهاية المباراة بدقيقتين.
وحققت تونس أول فوز عربي في النهائيات، وكان ذلك في مونديال الأرجنتين 78، عندما تغلبت على المكسيك بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، لكنها فشلت في بلوغ الدور الثاني.
وحققت الجزائر أكبر المفاجآت العربية في كأس العالم عندما هزمت ألمانيا الغربية بهدفين مقابل هدف واحد، وهي المباراة التي رد فيها الجزائريون على مدرب ألمانيا آنذاك (يور ديرفال) الذي صرَّح بأنه سيعود بأول قطار إلى ألمانيا في حالة خسارة منتخبه، لكنه لم يعد بعد الخسارة، والجزائريون لم يفرحوا كثيراً بفوزهم هذا عندما نفذ المنتخبان الألماني والنمساوي مؤامرة أقصت الفريق الجزائري إلى خارج الحدود الأسبانية، واحتجت الجزائر في اليوم التالي للاتحاد الدولي، لكنه لم يفعل شيئاً.
ولعبت الكويت وهي أول دولة خليجية تتأهل إلى كأس العام عام 82 أولى مبارياتها أمام تشيكوسلوفاكيا وتعادلت معها بهدف لمثله، ثم خسرت أمام فرنسا بهدف مقابل، 4 وفي المباراة الثالثة والأخيرة خسرت الكويت بصعوبة من إنجلترا بهدف دون مقابل.
وشارك العراق في نهائيات كأس العام 86 في المكسيك ورغم عروضه الجيدة التي قدمها إلا إنه خسر مبارياته الثلاثة أمام بارجواي بهدف دون مقابل، والمكسيك بنفس النتيجة وبلجيكا بهدف مقابل هدفين.
وكانت المشاركة الثانية لمصر في مونديال إيطاليا 90 أي بعد 56 عاماً من مشاركتها الأولى، وانتزعت تعادلاً ثميناً من هولندا ثم تعادلت في مباراتها الثانية مع جمهورية أيرلندا دون أهداف، وخسرت أمام إنجلترا بهدف دون مقابل.
ولم تكن مشاركة الإمارات الأولى في النهائيات العالمية عام 90 فعالة، فقد خسرت أمام ألمانيا بهدف مقابل 5 وكولمبيا بهدفين دون مقابل ويوغسلافيا بهدف مقابل 4
ومثلت السعودية العرب 3 مرات في النهائيات العالمية، كانت الأولى عام 94 في الولايات المتحدة الأميركية وشهدت أول لقاء عربي في النهائيات العالمية بلقاء السعودية مع المغرب، وأسفرت عن فوز السعودية بهدفين مقابل هدف واحد، لكنها خسرت أمام هولندا بهدف مقابل هدفين وحققت الفوز على بلجيكا بهدف دون مقابل للتأهل إلى الدور الثاني وتخرج أمام السويد بهدف مقابل ثلاثة.
وفي مونديال 98 لم يكن حظ المغرب كبيراً عندما خرج من الدور الأول رغم فوزه الكبير على اسكتلندا بثلاثة أهداف نظيفة، لكن فوز النرويج على البرازيل بهدفين مقابل هدف حرمها من التأهل.
وفي المونديال الفرنسي أيضاً لم تكرر السعودية إنجازها في البطولة الماضية واكتفت بتعادل أمام جنوب أفريقيا وخسارتين أمام فرنسا والدانمارك.
الممثل العربي الثالث في مونديال 98 المنتخب التونسي فشل هو الآخر في تجاوز حاجز الدور الأول، وخسر مبارتين أمام انجلترا وكولمبيا وتعادل أمام رومانيا.
------------------------------------------------------------------------
[color=red]مؤامرة النمسا وألمانيا لإقصاء الجزائر عن كأس العالم 82[/color]
تقرير/ منقذ العلي: المكان مدينة (خيخونيا) الأسبانية، والزمان صيف عام 1982م، والعالم يتابع بشغف الحدث الأهم كروياً نهائيات كأس العالم، ومن بين كل المباريات والمجموعات كانت الأنظار العربية منها بشكلٍ خاص تتجه نحو المجموعة الثانية، حيث المنتخب الجزائري بنجومه الذين دخلوا ذاكرة التاريخ أمثال (الأخضر بلومي) و(جمال عصاد) و(رابح ماجر) وغيرهم، فاجأوا العالم بفوز مستحق على المنتخب الألماني بهدفين لهدف في واحدة من أكبر مفاجآت البطولة، ورغم سقوط المنتخب الجزائري أمام النمسا بهدفين، إلا أن فوزه المتأخر في المباراة الثالثة على تشيلي بثلاثة أهداف لهدفين رفعت رصيده إلى ست نقاط، وبات على أعتاب الانتقال إلى الدور الثاني بانتظار المباراة الختامية في الدور الأول بين ألمانيا والنمسا، وهنا كانت المؤامرة وكان الخذلان، فكيف كانت الوقائع والاحتمالات؟ المباراة المؤامرة الهدف جاء فيها في الدقيقة العاشرة عن طريق (هروبتش) لمصلحة ألمانيا، وبعدها لعب سلبي، لأن النتيجة تؤهل الفريقين وتستبعد الجزائر، فلو أن المباراة انتهت بالتعادل بين ألمانيا والنمسا لتصدرت الجزائر المجموعة 3 النمسا بفارق هدف عن ألمانيا، ولو أن النمسا فازت لتصدرت المجموعة وتأهلت مع الجزائر، فيما ألمانيا يتوقف رصيدها عند ثلاث نقاط، وبالمقابل لو أن ألمانيا فازت بأكثر من هدفين لتصدرت ألمانيا المجموعة وتأهلت تلتها الجزائر بفارق التسجيل أو الأهداف إذا ما تجاوزت حصيلة الفوز الألماني ثلاثة أهداف، لكن فوزاً ألمانياً بهدف أو بهدفين كان كفيلاً بضمان تأهل ألمانيا والنمسا معاً وإخراج الجزائر من البطولة رغم تحقيقها ست نقاط من فوزي في الدور الأول ليكون المنتخب الجزائري الضحية أول فريق في نهائيات كأس العالم يحرز ست نقاط كاملة ولا يتجاوز الدور الأول، واشتكت الجزائر دون جدوى، والحكم الإسكتلندي (روبيرا فالنتاين) والعالم يراقب ولا يملك الدليل الحسي رغم قناعة الجميع بما فيهم أشهر نجوم الألمان الذين يعترفون بعد سنوات أن ما حدث كان مؤامرةً ومهزلة.
فرانز بيكنباور (في حوار سابق مع برنامج حوار في الرياضة): نعم، لقد كنت شاهداً، كنت في الملعب وشاهدت المباراة، كان عاراً وكارثة بالنسبة لألمانيا وللنمسا، وأنا مازلت أرى الأسبان الذين كانوا يلوحون بأعلامهم البيضاء و.. والذي يعني أخرجوا من الملعب بالعرف الأسباني، كانت فعلاً عار كبير لكرة القدم الأوروبية، وبالطبع الجزائر بالطبع كانت.. كان الفريق الذي.. الذي غادر البطولة بسبب هذه المباراة النمسا ضد ألمانيا، وكانت نقطة سوداء في تاريخ كرة القدم الألمانية.
منقذ العلي: المؤامرة على الجزائر تذكرنا بتآمر الأرجنتين مع بيرو عام 78 على حساب البرازيل عندما احتاجت الأرجنتين مستضيفة البطولة إلى ستة أهداف كي تتأهل، فكان أن تلقتها شباك البيرو كاملة غير منقوصة، فيما أعين البرازيل تتفرج، ونتساءل: أعين من ستتفرج في الأيام القادمة على تواطؤ ذليل ينهي أحلام منتخب جدير بالتأهل تطيح به مؤامرات المتآمرين، ودائماً بعيداً عن طائلة العقوبات؟