لم يكن الصحفي العراقي المعتقل "منتظر الزيدي" يتوقع أن حذاءه الذي قذفه في وجه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش سيتحول إلى "مصباح سحري" يجلب له عروضا مالية وهدايا ثمينة تنتظره لحظة الإفراج عنه.
فعلى الفور من الإعلان عن قرب إطلاق سراح الزيدي يوم الإثنين المقبل 14-9-2009 انهالت العروض والهدايا عليه من قناة "البغدادية" التلفزيونية التي كان يعمل بها، وفي ذلك منزل يضم أربع غرف للنوم وتأمين صحي وسيارة جديدة وعروض بالزواج، بحسب صحيفة تليجراف البريطانية اليوم الأربعاء 9-9-2009.
ونقلت الصحيفة عن أحد العاملين في القناة التلفزيونية قوله إن: "عراقيا يقيم في المغرب اتصل عارضا ابنته لتكون زوجة منتظر"، وقالت القناة إنه "بعد حادثة إلقاء الحذاء على بوش جاءتنا اتصالات من فلسطين وعرضت فتيات الزواج منه، لكننا لم نأخذ أسماءهم (...) الكثير من ردود الأفعال كانت عاطفية، وسنرى ما سيحدث بعد أن يطلق سراحه".
وقال شقيقه ميثم الزيدي إن منتظر كان يعتقد دائما أنه سيقتل إما بأيدي تنظيم القاعدة أو الأمريكيين، وخطفه "المتمردون" أكثر من مرة، وفوجئ بأن حراس بوش لم يطلقوا عليه النار فورا.
سيرك!
وأضاف أن شقيقه يعتزم إنشاء دار للأيتام عندما يفرج عنه، وسيعود للعمل في الصحافة، موضحا أنه "لا يريد أن يتحول العمل الذي قام به إلى سيرك".
ولم يتسن للصحفي العراقي الرد على أي من هذه العروض الزواج من خلف القضبان، غير أن الزيدي على اتصال بشيخ فلسطيني قدم عروسا من قبيلته له قد تسافر إلى العراق في حال عقد القران بالفعل.
وکان الزيدي قد حصل على عرض من قبل سعودي بمبلغ مقداره 10 ملايين دولار لقاء زوج الحذاء الذي ألقاه على بوش، وأطلقت شركة أحذية تركية اسم "منتظر الزيدي" على أحد منتجاتها، إضافة إلى إرسال رجل أعمال مغربي حصانا من الذهب هدية للزيدي، بحسب تقارير إعلامية.
وحكمت المحكمة الجنائية العراقية في بغداد على الزيدي بالسجن لمدة 3 سنوات في 12 مارس 2009 بتهمة التعدي على رئيس دولة أجنبية خلال زيارة رسمية إلى العراق، وذلك بعدما رشق الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بزوجي حذائه يوم الأحد 14-12-2008 خلال مؤتمر صحفي ببغداد.
لكن المحكمة خففت في أغسطس الماضي الحكم الصادر بحق الزيدي من ثلاثة أعوام إلى عام واحد بعد استئناف الصحفي العراقي الحكم، وتم تقليص هذا الحكم الأخير لحسن السير والسلوك.