بسم الله الرحمن الرحيم ..
الجدل حول صيام الست من شوال ..
فقد اختلف العلماء في ذلك إلى قسمين رئيسين وقسما وقف بينهما .....
فيرى بعض العلماء أن صيام الست من شوال مرتبط ارتباطا بتمام القضاء .. والحجة في ذلك قوية .. ففي الحديث قال صلى الله عليه وآله وسلم (من صام رمضان ثم أتبعه ست من شوال كان كصيام الدهر) .. ففهم منه إن رمضان كامل ويجب إتمام صيامه وقضاء الأيام الناقصة ثم صيام الست من شوال بعد ذلك والا لا وجه لصيام الست ورمضان أصلا لم يكتمل صيامه ..
بينما يرى فريق آخر إن صيام الست ليس مشروط بالقضاء .. والحجة في ذلك لا تقل قوة عن حجة العلماء بالقول الأول .. فالحجة أن رمضان اكتمل أصلا .. وما افطر منه فبعذر يتمه المفطر في أي يوم من أيام السنة .. بينما فضل الست محدود بشهر شوال .. وفضل الله اكبر من أن يضيع اجر المحدود بزمن بأجر المفتوح طول السنة .. فالقضاء متمكن في طوال السنة ..
وأما من وقف بين القولين .. فقالوا بسلامة حجة علماء القول الأول .. ولذلك لا يحسب صيام الست قبل القضاء .. ولكن بنفس الوقت أخذوا بالقول الثاني بالقضاء بأي وقت .. ولذلك قالوا إن أجر الست من شوال يعلق حتى يتم القضاء ..
طبعا هذه أبرز الأقوال .. لأن هناك أقوال كثيرة فمنهم من قال إن صيام الست من شوال ارتبط اسما وبلاغة ومن باب التتابع وإلا فالأجر مرتبط بطول العام وليس فقط بشوال .. و هذا قول مرجوح عند كثير من العلماء .. لصراحة النص .. ولكنه اجتهاد محسوب وله الأجر إن شاء الله ..
ولكن المشكلة ليست في أقوال العلماء .. ولكن المشكلة هي في الناس .. فمنهم من أخذ قول الأول وخطاء الباقين تماما .. أو أخذ الثاني وخطأ الباقين ..
ونسوا أن هذا الأمر برمته لا يترتب عليه حكم قد يضر بأحد أو يغير من مسار الأمور في شي بل هو أمر لله سبحانه وحده .. فالله فضله أكبر من أن يحرم أحد من الأجر حينما يأخذ بقول أحد من العلماء بنيته الصادقة (حتى لو اتضح أن القول مرجوح) .. فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) ..
فعلام التشدد في أخذ الأقوال والآراء التي بيد الله سبحانه وتعالى وما العلماء إلا مؤولين ومفسرين وشارحين .. وقد يصيبون ويخطئون .. والأهم أنهم قد يصيبون جميعا مع اختلاف أقوالهم ..
ولكن لم نتعود أن يكون الصواب إلا ما نحن عليه ..