في بعض الأحيان نعيش من أجل الآخرين، و في أحيان كثيرة يخالجنا الشعور بالأنانية أو بالأحرى الرغبة في تقمصها لنحاول العيش من أجلنا فقط لنكتشف أن ذلك العيش لا يتحقق إلا بهم، فهم جزء مهم من حياتنا و ما كنا لنتواجد إلا بفضلهم. و في أحيان من الزمن الآخر قد نتواجد بفعل إجرامهم، و ما هذه الفلسفة إلا وحي من لحظة يأس أو ضعف أتلفت مكامن الوعي فينا.
نحاول إسعاد الآخرين و قد يكون ذلك على حساب سعادتنا، و في أحيان نسعد على حساب تعاستهم، و قد أعلن انتهاء العالم إن توقف هدا المبدأ عن التحقق.
نهرب منا إلينا، نعزل أنفسنا عن العالم لنجدنا وسط عالم أكبر في مخيلتنا، لندرك أننا لن نغدو وحدنا في مكان نعتقد أنه فارغ و صامت.
للحظات نعتقد أن الآخرين لا يفهموننا، و ماذا إن كان السبب هو تركيبتنا المعقدة.
بل في لحظات أخرى نشعر أن كل شي يحيط بنا يلعب ضدنا، و أن أصابع الانتقاد كلها موجهة صوبنا، بل و نحمل ،أنفسنا مسؤولية الأخطاء المرتكبة فنقسو عليها كثيرا و نحملها ذنب جميع شبه الجرائم.
نؤمن بضعفنا و نستسلم له و نختبئ في قوقعته كالجبناء.
لا نجرؤ على الهرب حتى، و كلما حاولنا ذلك ببعض من الشجاعة المزيفة نجدنا قد هربنا إلى حيث بدأنا و كأننا نسابق الزمن و الأحداث و الأشخاص في دائرة مغلقة حيث نركض ثم نركض لنجد أنفسنا دائما في نفس المكان الذي انطلقنا منه.
نقرر الصمت لنكتشف أن صمتنا هو أكبر لغة تعبر عن ما يجول في خواطرنا و لعلها اللغة الأصدق التي تكشف حقائقنا دون عناء أو تكلف.
لوهلة نؤمن بأن فهم العالم يتوقف على فهم متناقضات الأشياء، لأننا ما كن لنفهم معنى السعادة لو لم نفهم و نذق طعم الحزن، و ما كن لنحس بقيمة النجاح لو لم تلسعنا مرارة الفشل، بل ما كنا لندرك قيمة الآخرين و دورهم الفعال في حياتنا لو لم نغامر في عالم الصمت و العزلة.
ما رأيك عزيزتي حواء في طرحي؟
هل الفشل في العلاقات الاجتماعية و كثرة تعرضنا للانتقاد مبرر لعزلتنا و ابتعادنا و صمتنا؟
متى تكون العزلة ايجابا و متى تكون سلبا؟
مشاركتك، ملاحظاتك، أفكارك و وجهات نظرك في الموضوع تهمنا، فلا تترددي في المشاركة.