النوع الرابع : جمع القرآن وترتيبهأ- معنى الجمعب- مراحل الجمع-المرحلة الأولى: الجمع الأول في عهد الرسول صلى الله عليهوسلم -1حفظه في الصدورحفظ الصحابة للقرآن الكريم (قوة ذاكرتهمالفذة-نزول القرآن منجماً-لزوم قراءة شيء من القرآن في الصلاة.-وجوب العملبالقرآن-حض النبي صلى الله عليه وسلم على قراءة القرآن-تعاهد النبي صلى الله عليهوسلم الصحابة بتعليم القرآن(-2حفظه في السطور-المرحلةالثانية: الجمع الثاني في عهد سيدنا أبي بكر رضي الله عنه- المرحلة الثالثة: الجمع الثالث في عهد عثمان بن عفان رضيالله عنهالسبب الداعي للجمعجـ- رسم المصحف العثماني والآراء فيه (الرأي الأول-الرأيالثاني-الرأي الثالث-أقوال الفقهاء في الرسم العثماني)د- تحسين الرسم العثماني (كانت المصاحف العثمانية خالية منالنقط والشكل-أول من شكل المصحف-تدرج تحسين المصحف)هـ- ترتيب آيات القرآن وسوره (تعريف الآية-تعريف السورة-حكمةتقسيم القرآن إلى سور وآيات-مصدر ترتيب القرآن الكريم -ترتيب سور القرآن) أ- يطلقالجمع على معنيين: المعنى الأول: جمعه بمعنى الحفظ في الصدور ،وهذا المعنى ورد في قوله تعالى:
{
تُحَرِّكْ بِهِلِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [ القيامة: 16-17]. -1
المعنىالثاني: جمع القرآن بمعنى كتابته فيالسطور، أي الصحائف التي تضم السورة والآيات جميعها. -2
ب- مراحلالجمعالمرحلةالأولى: الجمع الأول في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم -1 حفظه في الصدور: حفظالنبي صلى الله عليه وسلم للقرآن: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلوا القرآن عن ظهر قلب لا يفتر لا سيما فيالليل، حتى إنه ليقرأ في الركعة الواحدة العدد من السور الطوال.
ولزيادةالتثبيت كان جبريل يعارضه بالقرآن كذلك.
قال
ابنعباس رضي الله عنهما: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجودما يكون في شهر رمضان، لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ،يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن …
وقال
أبوهريرة: كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كل عام مرة، فعرض عليهمرتين في العام الذي قبض فيه …
حفظ الصحابةللقرآن الكريم:توفرتللصحابة العوامل التي تجعلهم قادرين على حفظ القرآن وتسهل عليهم هذه المهمة ومنتلك العوامل:
-1 قوة ذاكرتهم الفذة التيعرفوا بها واشتهروا، حتى كان الواحد منهم يحفظ القصيدة من الشعر بالسمعة الواحدة.
-2نزول القرآن
منجما-3 لزوم قراءة شيء منالقرآن في الصلاة.
-4وجوب العمل بالقرآن، فقدكان هو ينبوع عقيدتهم وعبادتهم، ووعظهم وتذكيرهم.
-5 حض النبي صلى الله عليهوسلم على قراءة القرآن، والترغيب بما أعد للقارىء من الثواب والأجر العظيم.
-6 تعاهد النبي صلى اللهعليه وسلم الصحابة بتعليم القرآن: فكان الصحابة تلامذة للنبي صلى الله عليه وسلميتعلمون منه القرآن، وكان النبي صلى الله عليه وسلم شيخهم، يتعاهدهم بتعليمالقرآن، فإذا أسلم أهل أفق أو قبيله أرسل إليهم من القراء من يعلمهم القرآن، وإنكان في المدينة ضمه إلى حلق التعليم في جامعة القرآن النبوية.
حفظه فيالسطور: -1 وهو لون منالحفظ يدوم مع الزمان، لا يذهب بذهاب الإنسان، فلا بد أن يتحقق ما تكفل اللهبحفظه:
{
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَاالذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
لقد اعتنىالنبي صلى الله عليه وسلم بكتابة القرآن عناية بالغة جداً، فكان كلما نزل عليه شيءمنه دعا الكُتّاب - منهم:
علي بن أبي طالب، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، ومعاويةبن أبي سفيان- فأملاه عليهم، فكتبوه على ما يجدونه من أدوات الكتابة حينئذمثل:
الرقاع،اللخاف، والأكتاف، والعسب . وقدحصر النبي صلى الله عليه وسلم جهد هؤلاء الكتاب في كتابة القرآن فمنع من كتابةغيره إلا في ظروف خاصة أو لبعض أناس مخصوصين.
فتحقق بذلكتوفر طاقة كبيرة لكتابة القرآن وترتيبه، كما أخرج
الحاكم عن
أنس رضيالله عنه: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن في الرَّقاع… ومقصودهذا الحديث فيما يظهر أن المراد به تأليف ما نزل من الآيات المفرقة في سورهاوجمعها فيها بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم .
المرحلةالثانية:
الجمع الثاني في عهد سيدناأبي بكر رضي الله عنه.عن زيد بنثابت قال: أرسل إليَّ
أبو بكر،
مقتلَأهل اليمامة، فإذا
عمر بن الخطاب عنده، فقال
أبو بكر: إن
عمرأتاني، فقال : إن القتل قد
استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتلبالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن، فقلتلعمر : كيف تفعل شيئاَ لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال
عمر: هووالله خير، فلم يزل يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر.قال
زيد: قال
أبو بكر: إنك شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحيلرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتّبع القرآن فأجمعه - فوالله لو كلفوني نقل جبلمن الجبال ما كان أثقل عليّ مما أمرني به من جمع القرآن- قلت كيف تفعلان شيئاً لميفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! قال: والله خير، فلم يزل
أبو بكريراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح به صدر
أبي بكر وعمر.
فتتبعتالقرآن أجمعه من
العُسُب و
اللِّخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورةالتوبة مع
أبي خزيمة الأنصاري، ولم أجدها مع غيره: {
لَقَدْ جَاءَكُمْرَسُولٌ...} [التوبة: 128- 129]. حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند
أبي بكرحتى توفاه الله، ثم عند
عمر حياته، ثم عند
حفصة بنت عمر رضي اللهعنهم.
وبهذا جمعتنسخة المصحف بأدق توثق ومحافظة، وأودعت لدى الخليفة لتكون إماماً تواجه الأمة بهما يحدث في المستقبل، ولم يبق الأمر موكلاً إلى النسخ التي بين أيدي كَتّاب الوحي،أو إلى حفظ الحفاظ وحدهم.
وقد اعتمدالصحابة كلهم
وبالإجماع القطعي هذا العمل وهذا المصحف الذي جمعه
أبو بكرالصديق رضي الله عنه، وتتابع عليه
الخلفاء الراشدون كلهم والمسلمونكلهم من بعده، وسجلوها
لأبي بكر الصديق منقبة فاضلة عظيمة من مناقبهوفضائله. وحسبنا في ذلك ما ثبت عن
علي ابن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال:أعظم الناس في المصاحف أجراً
أبو بكر، رحمة الله على
أبي بكر، هوأول من جمع كتاب الله.
منهج
زيدبن ثابت في جمع القرآن
:تتبع زيد فيجمع القرآن من
العُسُب و
اللَّخاف وصدور الرجال، فكان منهجه أن يسمعمن الرجال ثم يعرض ما سمعه على ما كان مجموعاً في
العُسُب و
الأكتاف،فكان رضي الله عنه لا يكتفي بالسماع فقط دون الرجوع إلى الكتابة، وكذلك من منهجهفي جمع القرآن أنه لا يقبل من أحد شيئاً حتى يشهد عليه شاهدان، وهذا زيادة فيالتحفظ، مع أن زيداً كان من حفظة القرآن .
وبهذا التثبتوالتحفظ تم جمع القرآن في عهد
أبي بكر الصديق في مصحف واحد مرتب الآياتوالسور.
المرحلةالثالثة: الجمع الثالث في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه.عن أنس بنمالك رضي الله عنه: أن
حُذيفة بناليمان قدم عَلى
عثمان، وكان يغازي أهل الشام في
فتح أرمينيةوأذربيجان مع أهل العراق فأفزع
حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال
لعثمان: أدرك الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل إلى
حفصة:أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلىعثمان، فأمر
زيد بن ثابت،
وعبد الله بن الزبير،
وسعيد بن العاص،
وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف.
وقال
عثمانللرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم و
زيد بن ثابت في شيء من القرآن،فاكتبوه بلسان قريش، فإنه إنما نزل بلسانهم، ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف فيالمصاحف رد
عثمان الصحف إلى
حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف ممانسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة ومصحف أن يحرق.
السبب الداعيللجمع:السبب الدافعلهذا العمل الذي قام به
عثمان وهو اختلاف الناس في وجوه قراءة القرآن حتىقرؤوه بلغاتهم على اتساع اللغات، فأدى ذلك بعضهم إلى تخطئة بعض، فخُشي من تفاقمالأمر في ذلك، فنسخت تلك الصحف في مصحف واحد مرتباً لسوره واقتصر من سائر اللغاتعلى لغة قريش.
جـ- رسمالمصحف العثماني والآراء فيه.المراد برسمالقرآن هنا كيفية كتابة الحروف والكلمات في المصحف على الطريقة التي كتبت عليها فيالمصاحف التي أمر عثمان اللجنة الرباعية فكتبتها ووزعتها في الأمصار.
ويطلق عليه:رسم المصحف، ومرسوم الخط.
الآراء فيه:
الرأي الأول
:أن الرسم العثماني ليس
توقيفاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه اصطلاحارتضاه
عثمان وتلقته الأمة بالقبول، فيجب التزامه والأخذ به، ولا يجوز مخالفته.
الرأيالثاني: أن رسم المصحف
اصطلاحي لا توفيقي، وعليه فيجوز مخالفته.
الرأيالثالث: أنه توقيفي لا يجوز مخالفته، وهو مذهب الجمهور.
واستدلوا بأنالنبي صلى الله عليه وسلم كان له كُتاب يكتبون الوحي، وقد كتبوا القرآن كله بهذاالرسم، وقد أقرهم الرسول صلى الله عليه وسلم على كتابتهم وقضى عهده صلى الله عليهوسلم والقرآن على هذه الكتبة لم يحدث فيه تغيير ولا تبديل.
أقوالالفقهاء في الرسم العثماني:جمهور العلماء ذهبوا إلى منع كتابة المصحف بما استحدث الناس من قواعد الإملاء،للمحافظة على نقل المصحف بالكتابة على الرسم نفسه الذي كتبه الصحابة.
- وقد صرح
الإمام أحمدفيه بالتحريم فقال: تحرم مخالفة خط مصحف عثمان في ياء أو واو أو ألف أو غيرذلك.
- وسئل
الإمام مالك:هل تكتب المصحف على ما أخذته الناس من الهجاء؟ فقال: لا، إلا على الكتبة الأولى.
- وجاء في الفقه الشافعي:إن رسم المصحف سنة متبعة.
- وجاء في الفقه الحنفي:أنه ينبغي ألا يكتب بغير الرسم العثماني.
-وقال الإمام
أبو عمروالداني : ولا مخالف له من علماء الأمة.
وهكذا اتخذتالأمة الإسلامية الرسم العثماني سنة متبعة إلى عصرنا هذا، كما قال
البيهقيفي "شعب الإيمان": واتباع حروف المصاحف عندنا كالسنن القائمة التي لايجوز لأحد أن يتعداها.
وكان ذلكللمبالغة في المحافظة والاحتياط على نص القرآن، حتى في مسألة شكلية، هي كيفيةرسمه.
لكن استثنوامن ذلك نقط المصاحف وتشكيلها، لتتميز الحروف والحركات، فأجازوا ذلك بعد اختلاف فيالصدر الأول عليه، وذلك لما اضطروا إلى ذلك لتلافي الأخطاء التي شاعت بسبب اختلاطالعرب بالعجم.
د- تحسينالرسم العثماني-1كانت المصاحف العثمانيةخالية من النقط والشكل اعتماداً على السليقة العربية التي لا تحتاج إلى مثل هذهالنقط والتشكيلات، وظلت هكذا حتى دخلت العجمة بكثرة الاختلاط، وتطرق اللحن إلىاللسان العربي، عندئذ أحسَّ أولو الأمر بضرورة تحسين كتابة المصاحف بالتنقيطوالشكل والحركات مما يساعد على القراءة الصحيحة.
من شكلالمصحف:-2 أ- اختلف العلماء في ذلك، منهم من قال:
أبو الأسودالدؤلي الذي ينسب إليه وضع ضوابط اللغة العربية بأمر من سيدنا
علي بن أبيطالب. يروي أنه سمع قارئاً يجر اللام من رسوله في قوله تعالى: {
أَنَّاللَّهَ بَرِيءٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} [التوبة: 3]، فغير المعنى،ففزع لهذا
اللحن وقال: عز الله وجل أن يبرأ من رسوله، فعندئذ قام بوضعضوابط التشكيل حفاظاً عليه من
اللحن.
ب- ومن العلماء من قال: أول من شكل المصحف :
الحسنالبصري، ويحيى بن يعمر،
ونصر بن عاصم الليثي بأمر من
الحجاج.
-3 تدرج تحسين رسم المصحف:كان الشكل في الصدر الأول نقطاً، فالفتحة نقطة على أول الحرف، والضمة نقطة علىآخره، والكسرة نقطة تحت أول الحرف، ثم تدرج، فأصبحت الفتحة شكلة مستطيلة فوقالحرف، والكسرة تحته، والضمة واواً صغيرة فوقه، ثم بعد ذلك مر المصحف في طورالتجديد والتحسين على مر العصور حتى استقر على هذا الشكل الذي هو عليه الآن منالخطوط الجميلة الواضحة، وابتكار العلامات المميزة، والاصطلاحات المفيدة، فجزىالله من سبقونا في خدمة قرآن ربنا خير جزاء.
هـ- ترتيبآيات القرآن وسوره تعريف الآية: -1لغة: أصلهابمعنى العلامة، ومنه قوله تعالى: {
إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْالتَّابُوتُ} [البقرة: 248].
اصطلاحاً:فهي قرآن مركب من جمل ولو تقديراً، ذو مبدأ و مقطع، مندرج من سورة.
-2 تعريف السورة:
لغة: من سورالمدينة، أو من السورة بمعنى المرتبة والمنزلة الرفيعة.
اصطلاحاً:قرآن يشمل على آيٍ ذوات فاتحة وخاتمة . وأقلها ثلاث آيات.
حكمة تقسيم القرآن إلىسور وآيات –3 منها: أنالقارىء إذا ختم سورة أو جزأً من الكتاب ثم أخذ في آخر كان أنشط له، وأبعث علىالتحصيل منه لو استمر على الكتاب بطوله.
ومنها: أنالحافظ إذا حَذَق السورة اعتقد أنه أخذ من كتاب الله طائفة مستقلة، فيعظم عنده ماحفظه، ومنه حديث أنس: كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جلّ فينا.
مصدر ترتيب القرآنالكريم. –4 أجمع العلماء
سلفاً فخلفاً على أن ترتيب الآيات في السورة
توقيفي، أي اتبع فيه
الصحابةأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وتلقاه النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل، لايشتبه في ذلك أحد.
والأحاديث فيإثبات
التوقيف في ترتيب الآيات في السور كثيرة جداً تفوق حد
التواتر،إلا أننا سنذكر أمثلة منها:
أخرج
البخاري عن
عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان: {
وَالَّذِينَيُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} [البقرة:234] قد نسختها الآيةالأخرى، فلم تكتبها أو تدعها؟ قال: يا أبن أخي لا أغيرّ شيئاً منه من مكانه.
وأخرج
الإمامأحمد عن
عثمان بن أبي العاص قال: كنت جالساً عند رسول الله صلى اللهعليه وسلم إذ شَخَص ببصره ثم صوَّبه، ثم قال: " أتاني جبريل فأمرني أن أضعهذه الآية في هذا الموضع {
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِوَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى...} [النحل: 90]إلى آخرها.
ترتيب سورالقرآن: -5 جماهيرالعلماء على أن ترتيب سورة القرآن توقيفي، وليس باجتهاد من الصحابة.
والأدلة علىأن ترتيب السور كلها توقيفي كثيرة جداً نذكر منها: عن
ابن مسعود رضي اللهعنه قال: في بني إسرائيل، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء، إنهن من العتآق الأول،وهن من تلادي.
فذكر ابنمسعود السور نَسَقاً كما استقر ترتيبها.
وقوله صلىالله عليه وسلم: " أعطيت مكان التوراة
السبع الطوال، وأعطيت مكانالزبور
المئين، وأعطيت مكان الإنجيل
المثاني، وفضلت بالمفصل.
قال
أبوجعفر النحاس: وهذا الحديث يدل على أن تأليف القرآن مأخوذ عن النبي صلى اللهعليه وسلم، وأنه مؤلف من ذلك الوقت، وإنما جمع في المصحف على شيء واحد.
ويشهد لذلكمن حيث
الدراية والعقل واقع الترتيب وطريقته، وذلك من وجهين لا يشك الناظرفيهما، أن الترتيب بين السور
توقيفي:
الأول: ممايدل على أنه توقيفي كون
الحواميم رتبت ولاءَ، وكذا
الطواسين، ولمترتب المسبحات ولاءً، وأخرت طس عن القصص.
الثاني: ماراعاه العلماء الأئمة في بحوثهم من التزام بيان أوجه التناسب بين كل سورة وماقبلها، وبيان وجه ترتيبها.