لاتزال مكتبات سوق الحويش جنوب غرب المدينة القديمة في النجف تقاوم الانترنت لأحتوائها على الكتب والمخطوطات النادرة والنفيسة التي لايمكن للباحثين عنها الا ان يجدوها في تلك السوق التي تجاوز عمرها 750سنة".
وقال محمد فوزي صاحب مكتبة في السوق أنه "بالرغم من أن مدينة النجف تشتهر ومنذ مئات السنين بمكتباتها الخاصة و العامة بما تحتويه من مخطوطات وكتب نادرة إلا أن سوق الحويش للكتب بات يحتل في السنوات الأخيرة مكان الصدارة بين أشهر وأضخم المكتبات النجفية ذائعة الصيت، من حيث عدد الكتب والمكتبات التي يضمها".
واوضح أن "المخطوطات والكتب النادرة المختلفة ثبت انك لن تجدها ألا في مكتبات سوق الحويش الذي اخذ تسميته من المحلة التي يقع فيها في مدينة النجف القديمة ولم يمنع ضيق مساحته الشديد من أن تتسع للكم الهائل من العناوين والموضوعات والمصادر العلمية والثقافية والفنية والروائية والحداثية إلى جانب الكتاب الديني الذي ظل متفردا بالصدارة منذ سنين طويلة".
وأشار فوزي الى أنه "مثلما هبت رياح التغيير على مختلف جوانب الحياة العراقية، فإنها مرت بشكل واضح على هذه السوق فبعد أن كان رواده من المعممين وطلاب الحوزة العلمية فقط أصبح يرتادها طلاب الجامعات والسائحين العرب والأجانب الذين تستقبلهم المدينة كل يوم".
واكد حيدر الموسوي صاحب مكتبه في السوق أن "من أشهر رواد السوق من المشاهير والأدباء القدماء كان الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري، ومصطفى جمال الدين، والخليلي، أما من الجيل اللاحق فمن أشهرهم الشعراء عبد الرزاق عبد الواحد وعريان السيد خلف والناقد عناد غزوان إضافة إلى أغلب رجال الدين ووجوه الحوزة العلمية وأساتذتها".
وبين أن "السوق تأسست قبل أكثر من 750 عاما وتضم مكتباتها آلاف العناوين من مختلف الكتب منها الدينية والعلمية وكتب التاريخ والروايات ومنها الكتب التي تتحدث عن الحياة الجنسية والنساء والحب والغزل".
واضاف الموسوي أن "الملاحقة والمراقبة التي كانت يتعرض لها أصحاب المكتبات في زمن النظام السابق جعلت أصحاب المكتبات يركزون على الكتب الدينية والتاريخية والأكاديمية".
واستذكر أن "رجال الأمن كانوا يحذروننا من بيع بعض الكتب حتى وصل عدد الكتب الممنوعة إلى أكثر من 850 كتابا كان من بينها مؤلفات ألتيجاني والشيخ باقر القريشي وهادي المدرسي وكتابي ضياء الصالحين ومفاتيح الجنان وجميع الكتب المطبوعة في إيران وكتب الحزب الشيوعي ودواوين أحمد مطر ومظفر النواب وكتب محمد باقر الصدر والكتب السياسية لمعارضي النظام المقيمين في الخارج".
ولفت الى أن "بعض أصحاب المكتبات الخاصة، قاموا بدفن الكتب في المقابر أو في سراديب تحت الأرض تشتهر بها منطقة الحويش عادة هربا من أعين رجال الأمن وأن الكثير من الكتب أما تلفت أو ضاعت في مدافنها القسرية".
ويرى على الساعدي طالب علوم دينية أنه "لاغنى للطلبة والباحثين عن مكتبات سوق الحويش الذي يضم النفائس والكنوز المعرفية والعلمية ولابد لمن يريد ان يتنسم عبق التراث التجول في السوق ليعيش لحظات زمان تأليف تلك المخطوطات قبل اكثر من 750عاما واكثر من ذلك".
فيما يعتقد سامر نعمة طالب مرحلة منتهية في كلية طب الكوفة أن "هذا السوق يثير الاعجاب فأنت ترى اختلاف الكتب الدينية والعلمية والاحنبية فبعض المصادر نحصل عليها من هنا دون عناء السفر الى شارع المتنبي".
يذكر أن سوق الكتب في الحويش يضم أهم المكتبات الأهلية وأكثرها عرضا للكتب على اختلافها ولعل أبرزها مكتبة الروضة الحيدرية ومكتبة الحكيم ومكتبة الحسن ومكتبة أمير المؤمنين ومكتبة كاشف الغطاء.