بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأما الآثار عن الصحابة رضي الله عنهم
فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :لا حظَّ في الإسلام لمن ترك الصلاة >1<
وقال عبد الله بن شقيق : كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة.رواه الترمذي والحاكم وصححه على شرطهما >2<
وإذا كان الدليل السمعي الأثري يدل على كفر تارك الصلاة فكذلك الدليل النظري ، قال الإمام أحمد رحمه الله:كل مستخف بالصلاة مستهين بها فهو مستخف بالإسلام مستهين به ، وإنما حظهم في الإسلام على قدر حظهم من الصلاة، ورغبتهم في الإسلام على قدر رغبتهم في الصلاة.
وقال بن القيم رحمه الله في كتاب الصلاة له (ص400) من مجموعة الحديث:لا يصر على ترك الصلاة إصرارا مستمرا من يصدق بأن الله أمر بها أصلا،فإنه يستحيل في العادة والطبيعة أن يكون الرجل مصدقا تصدييقا جازما أن الله فرض عليه كل يوم وليلة خمس صلوات،وأنه يعاقب على تركها أشد العقاب وهو مع ذلك مصر على تركها ، هذا من المستحيل قطعا، فلا يحافظ على تركها مصدق بفرضها أبدا،فإن الإيمان يأمر صاحبه بها ، فحيث لم يكن في قلبه ما يأمر بها فليس في قلبه شيء من الإيمان ، ولا تصغ إلى قول من ليس له خبرة ولا علم بأحكام القلوب وأعمالها انتهى كلامه رحمه الله .
..............
1-صحيح رواه مالك (84)، والبيهقي (1/305)، والدارقطني(2/52)أن المِسموربن مَخْزمة دخل على عمر بن الخطاب من الليلة التي طعن فيها فأيقظ عمر لصلاة الصبح فقال عمر :نعم ولا حظّ في الإسلام لمن ترك الصلاة فصلّى عمر وجرحه يثعبُ دما.واللفظ لمالك.
2- رواه الترمذي(2622)،وصححه الألباني في صحيح الترغيب(1/227،564).
ص ص 627-628.
كتاب فتاوى العقيدة وأركان الإسلام
أجاب عليها
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
اعتنى بها وخرج أحاديثها
محمود بن الجميل أبو عبد الله
الأحاديث مخرجة على كتب العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
دار المستقبل
الطبعة الأولى
1425ه -2004م
الله الموفق