إذا كان مدح فالنسيب المقـدم
أكـل فصيح قـال شعـرا متيـم
يجب أن نعلم أن المتنبي لم يكن شاعرا متغزلا، فهو كان معروفا بنفروه من النساء حتى أنه لا يعلم
شيء عن زوجته رغم أن البعض يقول بحب المتنبي لخولة أخت سيف الدولة. أما ما جاء به المتنبـي
في الغزل فهو مجرد نسيب يستهل به قصائده، كمـا أنه يسـعى إلى إظهـار تصرفه في جميع فنون
الشعر لا غير، بل إن كبريات قصائده قد يستهلها بالمدح المبـاشر بسبب قدرته على الاستيلاء على
الأسمـاع من دون حاجة للغزل أو النسيب.
قال أبو الطيب المتنبي:
أجاب دمعي وما الداعي سوى طـلل دعـاه فلبـاه قبل الركـب و الإبـل
ظـللـت بين أصـيحـابي أكـففـه و ظـل يسفـح بين العـذر و العـذل
أشكـو النوى ولهم من عبرتي عجب كذاك كنت و ما أشكو سوى الكلل
و مـا صبـابـة مـشتـاق على أمـل من اللـقـاء كـمـشتـاق بـلا أمـل
متى تزر قوم من تهـوى زيـارتها لا يتـحفـوك بغيـر البيض و الأسـل
والهجـر أقتـل لي ممـا أراقـبـه أنـا الغـريق فمـا خوفي من البلـل
ما بـال كـل فـؤاد في عشيرتهـا به الذي بي و مـا بي غير مـنتقـل
مطـاعة اللحظ في الألحـاظ مـالكة لمـقلـتيهـا عظيم الملك في المقـل
تشبـه الخـفـرات الآنسـات بهـا في مشيهـا فـينلـن الحسن بالحيـل
قد ذقـت شدة أيـامي و لذتهـا فمـا حصلـت على صـاب و لا عسـل