ساهر الليل

[ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


(( يا ساهر الليل ))





يا ساهر الليل وسط الدجن والظُّلَمِ

اعقلْ ونمْ ، فوحوش الليل لم تنمِ

واترك خيال نجوم الانس محتقراً

فـما رعى ، يـا رعـاك الله من ذمـمِ

حتَّام تجني تصاريف الزمان على

نـفـوس مـن أرقـتـهـم تـيـهة الأمـمِ

تاهوا بورد وصال الغانيات فما

نالوا سوى البؤس ، والارهاق ، والالمِ

قد خالجتني أحاسيس ، فلست ارى

غـير النوى ، يعتريني اليوم بـالـسَّقَمِ

لله ! كيف تمر الامسيات ولا

تـطــول ، إلا تـرى أحـداثهــا بِـدَمِ

وكيف تقطع آمالا ، تبعثرها

و كـيـف تـسـمـع أنـغـامـاً بـلا نـغـمِ

سقى الاله ، ربوع الانس عامرة

و جـاد عـنـد جوى الاحبـاب بـالدِّيَـمِ

إن قلت : لا ، لربوع التيه ما صدقت

نفسي،فمن ذا سيسلي النفس في"نَعَمِ"

أو قلت : ما عدمتْ أحلى الربوع هوى

غنَّتْ معي ، مسرعات الخيل من إِضَمِ

أستاذتي ، ليت أن الدهر ساعدنا

ولم يكن ، عن هوانا المستريح عَمِ

أو ليته ، لم يحاول ثني أفرعنا

من بعد أن اينعت ، ريَّانةَ الرُّسُمِ

رمى بنا ، وسط أهوال لها غير

قلبي الذي ، وسط تلك العاديات رُمِي

نادى الهوى ، حيث أيام الصفاء فما

أصاخ قلبي ، وكان الأمس في صممِ

وأوغلت في ظلام دامس وأبت

طرد الهوى ، أنفس للشيب والهرمِ

فهل أراك ، أيا استاذتي تصمي

بالغدر دنيا ، فقلبي الآن لم يَصِمِ

وهل أراك ، بما أوتيت من ثقة

من ذلك الهجر ، والحِدْثان تنتقمي ؟

أبلى هوانا ، فراق ليس يجمعنا

وكيف يجمع وادي الصخر بالشَّمَمِ ؟

قد كنت بالامس عندي بلسما فإذا

فارقتني ، فيزيد الجرح من ألمي

عيني بكت ، ليت أن الدمع يسعدني

و هل يدوم ، وصال منك ، لم يَدُمِ ؟؟

متى إذن ، يزدهي شمل الخليط بنا

وتـستـريـح نـفوس الخلق من سَـقَـمِ

وتزدهي اربع ، قد عشت بهجتها

و يـزدهي الـود بـيـن البـان والعـلـمِ

عهدا ، سأبقى وفيا حيثما نظرت